هل الصدفية معدية؟ وما هو علاج الصدفية نهائياً؟

 


الصدفية هي مرض مناعي ذاتي يسبب ظهور صفائح أو لويحات متقشرة وسميكة على الجلد، ولكن هل هي معدية؟ وهل يمكن أن تشفى من الصدفية؟

نقدم في هذه المقالة عرضاً تفصيلياً لمرض الصدفية من حيث الأسباب والأنواع وطرق العلاج والوقاية والإجابة حول الأسئلة الأكثر شيوعاً عن هذا المرض.

أعراض الصدفية

تسبب الصدفية بناء طبقة خلايا جديدة على سطح الجلد والتي تؤدي إلى ظهور بقع سميكة على البشرة.

تظهر الصدفية على البشرة الفاتحة بشكل بقع حمراء أو زهرية اللون مع وجود قشور بلون أبيض فضي بينما تبدو على البشرة الغامقة بشكل بقع ذات لون بنفسجي أو بني غامق مع قشور رمادية اللون.

تتناوب أعراض الصدفية بين فترتين وهما:

فترة احتدام المرض تشتد فيها الأعراض

فترة هجوع أو هدوء تكاد تختفي خلالها أعراض المرض

تمتد عادةً فترة هدوء الأعراض بين 1-12 شهر في كل مرة، ولا يمكن التنبؤ بدقة حول مدة كل من الفترتين.

تتراوح أعراض الصدفية من الخفيفة إلى الشديدة وتتنوع حسب نوع الصدفية المصاب بها المريض حيث تكون الأعراض:

خفيفة عندما تغطي الصدفية أقل من 3% من الجسم

معتدلة عندما تنتشر الصدفية في حوالي 3-10% من الجسم

حادة عندما تصبح الصدفية على مساحة أكثر من 10% من الجسم

قد تظهر اللويحات الصدفية في أي مكان في الجسم، ولكنها تتركز بشكل بقع صغيرة عادةً في المرفقين والركبتين وراحة اليدين والقدمين وأسفل الظهر وفروة الرأس.

أنواع الصدفية

يوجد أنماط متعددة من مرض الصدفية وهي:

الصدفية اللويحية

وهي أكثر أنواع الصدفية شيوعاً حيث تشكل نسبة 80-90% من حالات مرضى الصدفية حيث تنتشر اللويحات الصدفية غالباً في المرفقين والركبتين وفروة الرأس.

تظهر على البشرة الفاتحة بشكل آفات حمراء ملتهبة مرتفعة عن سطح الجلد ومغطاة بقشور بيضاء فضية بينما تكون على البشرة الغامقة بشكل بقع بنفسجية أو بنية اللون مع قشور رمادية.

الصدفية العكسية

وهي نوع من الصدفية يظهر بشكل طيات أو ثنيات في الجلد وخاصة في مناطق الذراعين والفخذين والأرداف بالإضافة إلى المنطقة تحت الثديين وحول الأعضاء التناسلية.

تسبب الصدفية العكسية ظهور آفات جلدية بدون قشور كما يحدث في الصدفية اللويحية، وتكون هذه الآفات ناعمة الملمس وبراقة قليلاً.

يمكن أن يسبب التهيج الناتج عن الفرك أو التعرق سوء في حالة الصدفية العكسية حسب موقعها في الجسم، ويمكن القول أنّها أكثر شيوعاً عند الأشخاص البدينين.

الصدفية المحمرة للجلد

وهي نوع من الصدفية يمكن أن يسبب ظهور مناطق كبيرة من الالتهاب في الجسم، ويعتبر نوعاً نادراً حيث يؤثر في حوالي 1-2.25% من الأشخاص المصابين بالصدفية.

إضافة إلى الالتهاب الحاد تتظاهر الصدفية المحمرة للجلد بظهور مناطق تقشر كبيرة مؤلمة وحاكة في الجسم، وقد تحدث أيضاً وذمات وخاصة في الكاحلين، والإحساس بالرجفان بسبب صعوبة ضبط حرارة الجسم

يمكن أن تخرب الصدفية المحمرة للجلد التوازن الكيميائي في الجسم حيث يسب ذلك فقدان البروتين والسوائل من الجسم مما قد يدي إلى مضاعفات خطيرة مثل ذات الرئة وفشل القلب الاحتقاني.

إذاً نلاحظ أنّ مضاعفات الصدفية المحمرة للجلد خطيرة وتستلزم استشارة الطبيب والبقاء في المستشفى حتى التعافي منها.

الصدفية النقطية

وهي أكثر شيوعاً عند الأطفال والمراهقين مقارنةً بالبالغين حيث تشكل نسبة 30% من جميع حالات الصدفية

تظهر بشكل بقع فردية صغيرة على سطح الجلد، ولا تكون عادةً هذه البقع سميكة أو متقشرة كما في الصدفية اللويحية.

يوجد عوامل عديدة تحفز ظهور الصدفية النقطية مثل الإنتانات التنفسية العلوية والتوتر وأذية الجلد والتهاب اللوزتين وتناول بعض الادوية مثل مضادات الملاريا والليتيوم.

قد تزول الصدفية النقطية بدون أي علاج ولا تعود مجدداً، ولكن قد تزول هذه الصدفية وتظهر لاحقاً بشكل بقع مماثلة للصدفية اللويحية.

الصدفية البثرية

حالة نادرة من الصدفية تظهر بشكل بثور بيضاء أو حبوب مليئة بالقيح محاطة بجلد ملتهب.

تؤثر الصدفية البثرية عادةً في مناطق محددة من الجسم وخاصة في اليدين والقدمين، ولا تكون معدية أبداً.

يمكن أن تتغير الأعراض لاحقاً حيث تتشكل حلقة حول منطقة تشكل البثرة ثم يحدث تقشر وتغير في لون الجلد.

رغم أنّ الصدفية قد تظهر في أي مكان من الجسم لكن يبقى الجزء السفلي من جسم الإنسان أكثر مناطق ظهور الصدفية شيوعاً.

أسباب الصدفية

رغم أنّ سبب حدوث الصدفية مازال غير واضح لكن اتفق الأطباء والباحثين على اعتبارها مرض مناعي ذاتي أي يقوم جهاز المناعة بإنتاج خلايا مناعية تهاجم الجسم وتسبب المرض.

يمكن أن تلعب الجينات أو العوامل الوراثية دوراً في حدو هذا الخلل المناعي لدى مريض الصدفية مما يحفز حالة الالتهاب.

تؤدي الحالة المناعية الخاطئة لدى مرضى الصدفية إلى فرط نمو الخلايا الجلدية والتي تتجدد عادةً كل شهر بينما تكون مدة تجديدها عند مرضى الصدفية كل 3-4 أيام.

من اهم محفزات التي تزيد حالة الصدفية سوءاً نذكر:

التوتر والقلق

الإنتانات والأذيات التي تلحق بالجلد

التغيرات الهرمونية في الجسم

تناول بعض الادوية مثل الليتيوم ومضادات الملاريا والكينيدين والإندوميتاسين

يوجد أيضاً بعض الأمراض والتي يمكن أن تكون عامل خطورة للإصابة بالصدفية مثل البدانة وارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية والوعائية وداء السكري.

نؤكد أنّ الصدفية ليست معدية وقد تلعب العوامل الوراثية دوراً في حدوث الصدفية وتنتشر بين النساء والرجال بشكل متساوي وتكون أكثر شيوعاً بين أعمار 15-25 سنة.

علاج الصدفية

بعد تأكيد تشخيص الإصابة بالصدفية سيعتمد العلاج على نوع الصدفية وشدة الأعراض، ولكن يتضمن العلاج بشكل عام نقطتين هامتين وهما استخدام الأدوية بالإضافة إلى العلاج الضوئي.

يُنصح مرضى الصدفية باستخدام الكريمات المطرية للحفاظ على رطوبة البشرة خلال فترة العلاج حيث يخفف هذا الإجراء الوقائي من أعراض الحكة والتهيج ويقلل من عدد الآفات أو اللويحات.

أولاً: أدوية الصدفية

يوجد أنماط عديدة لأدوية الصدفية منها ما هو موضعي أي يتم تطبيقه في منطقة المرض فقط ومنها ما هو جهازي أي يتم تناوله عبر الفم او بشكل حقن.

الأدوية الموضعية:

يتم تطبيقها مباشرةً على مناطق الصدفية في الجلد وتعتبر خط العلاج الأول خاصة لحالات الصدفية الخفيفة والمتوسطة.

تؤدي هذه الأدوية إلى بطء نمو خلايا جديدة في الجلد وتخفف من حالة الالتهاب والحكة والانزعاج ومنها ما يحتاج إلى وصفة طبية ليتم صرفه ونذكر من أهمها:

الكورتيكوستيروئيد (أدوية الكورتيزون): تكون بشكل جيل أو مراهم أو كرميات أو رغوة أو بخاخات وتعمل على تخفيف أعراض الصدفية

فيتامين د الصنعي: يتم استخدامه إلى جانب دواء الكورتيزون حيث يزيل القشور ويخفف من تشكل اللويحات.

الريتينوئيد: وهو فيتامين أ الصنعي الذي يبطئ من نمو خلايا الجلد ويمنع تغير لونه ويخفف الحكة ويمكن خلط كريم كورتيزون مع كريم يحتوي الريتنوئيد عند العلاج.

بعض مراهم علاج الأكزيما يمكن وصفها لعلاج الصدفية مثل مرهمي تاكروليموس وبيميكروليموس

الأدوية الجهازية

يصفها الطبيب لعلاج حالات الصدفية المتوسطة والشديدة مثل التهاب المفاصل الصدفي حيث تخفف من تطور المرض ومن أهم هذه الأدوية نذكر:

الأدوية الحيوية: وهي عبارة عن أدوية مكلفة توصف بإشراف الطبيب حيث تحتوي على بروتينات مشتقة من خلايا حية تعالج التهاب المفاصل الصدفي ومن أمثلتها أدوية إنفلكسيماب وأداليموماب.

الميتوتركسات: وهو دواء مناعي يوصف لحالات الصدفية الشديدة والتي لم تستجيب للعلاجات الأخرى.

السيكلوسبورين: وهو دواء موصوف في حالات زرع الأعضاء، ولكنه يفيد في علاج الحالات الشديدة من الصدفية اللويحية والنقطية والمحمرة للجلد والبثرية.

حبوب الريتنوئيد الفموية: تفيد أيضاً في جميع حالات الصدفية الشديدة ماعدا الصدفية العكسية كما انّها توصف لمرضى السيدا المصابين بالصدفية ومن أمثلتها دواء الأكتيرين.

يوجد أيضاً بعض الأدوية والتي توصف لحالات الصدفية الخفيفة دون الحاجة لوصفة طبية حيث يمكن استخدامها لوحدها أو بجانب العلاجات الأخرى ومن هذه الأدوية نذكر:

قطران الفحم: يقلل من تشكل لويحات الصدفية ويخفف التهيج والحكة في فروة الرأس وراحة اليدين والقدمين

كريمات الهيدروكورتيزون: تخفف الالتهاب والحكة

منتجات حمض الساليسيليك: تقلل التورم وتزيل القشور خاصة في فروة الرأس

المنتجات المضادة للحكة: والتي تحتوي على مركبات مثل الكالامين والكافور والمنتول

ثانياً: العلاج الضوئي

يتطلب العلاج الضوئي تعريض جلد المريض المصاب بالصدفية إلى أشعة ليزر وأضواء محددة بشكل منتظم وتحت إشراف طبي.

يستطيع الضوء أن يبطئ من نمو خلايا جديدة على سطح الجلد ويوقف النشاط المناعي ويخفف من حدوث التهيج.

يمكن أن يقوم المرض باستكمال العلاج الضوئي في المنزل باستخدام صندوق الضوء أو جهاز محمول باليد وذلك في حال كانت الجلسة الأولى من العلاج ناجحة.

قد يحتاج بعض المرضى إلى تناول حبوب البسورالين قبل التعرض للعلاج الضوئي وهي حبوب طبيعية تزيد من حساسية الجلد للضوء مما يحسن العلاج بشكل أكبر.

يمنع بعض المرضى من العلاج الضوئي إذا كان لديهم أمراض أخرى مثل الذئبة الحمامية أو وجود إصابة سابقة بسرطان الجلد.

نصائح عامة لمرضى الصدفية

لا بد من بعض التعليمات التي ننصح مريض الصدفية باتباعها ليكون العلاج ناجحاً معه وهي:

التخفيف من التوتر من خلال ممارسة اليوغا والتأمل والتمارين الرياضية

تناول نظام غذائي صحي متوازن يخفف الأعراض خاصة البروكلي والملفوف والخضار الورقية كالخس والسبانخ وفواكه التوت والكرز والعنب وأسماك السلمون والسردين والبذور والمكسرات وزيت الزيتون

معرفة وتجنب الأطعمة التي تسيء من حالة الصدفية مثل الوجبات الجاهزة واللحوم الحمراء والألبان والأطعمة الحاوية على الغلوتين البندورة والباذنجان والبطاطا والفليفلة والمشروبات الكحولية.

الابتعاد عن التدخين وتناول المشروبات الكحولية

إمكانية استخدام بعض العلاجات الموضعية الطبيعية للتخلص من الحكة مثل الكريمات الحاوية على الكابسيسين أو الكركم أو الألوفيرا أو زيت شجرة الشاي.

التعرض لأشعة الشمس خلال أوقات محددة وتحت إشراف الطبيب يخفف من أعراض الصدفية.

استخدام مرطبات البشرة والاستحمام بمياه معتدلة الحرارة وتجنب الحمامات الساخنة والطويلة.

الوقاية من الصدفية

لا يمكن منع الإصابة بالصدفية، ولكن يمكن الوقاية من خلال تناول النظام الصحي المتوازن وممارسة التمارين الرياضية والابتعاد عن مصادر القلق والتوتر والانتباه لاستخدام الكريمات والمراهم بعد الاستشارة الطبية.

نؤكد ختاماً أنّ الصدفية مرض غير معدي ويمكن السيطرة عليه من خلال الالتزام بتعليمات الطبيب حتى لا يتطور المرض.


Post a Comment

أحدث أقدم