الجلطة الدماغية وكيفية إنقاذ المريض بسرعة وكل ما يتعلق بالوقاية والأعراض والعلاج

 


تعد الجلطة الدماغية أحد أسباب الوفاة الرئيسية حول العالم ويمكن أن تصيب شخص ما حول العالم كل 40 ثانية.

تحدث الجلطة الدماغية بسبب نقص وصول الأوكسجين إلى الدماغ مما يؤدي إلى نزيف أو تشكل خثرة في مجرى الدم الواصل إلى الدماغ، وهذا يستدعي إسعاف المريض فوراً لإنقاذ حياته.

ما هي الجلطة الدماغية؟

تحدث الجلطة الدماغية عندما تتشكل خثرة أو نزيف في الأوعية الدموية الدماغية مما يؤدي إلى انخفاض أو توقف وصول الدم إلى الدماغ.

عندما يحدث ذلك لا يتلقى الدماغ الكمية الكافية من الاوكسجين والمواد المغذية المحملة بالدم مما يؤدي إلى موت الخلايا الدماغية.

تعد الجلطة مرض دماغي وعائي أي أنّها تؤثر على الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ بالأوكسجين، وعندما تنقص كمية الأوكسجين الواردة إلى الدماغ تبدأ الجلطة بالحدوث.

نؤكد أنّ الجلطة الدماغية حالة طبية طارئة ورغم أنّها قابلة للعلاج إلّا أنّها يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى الإعاقة أو الموت.

أنواع الجلطة الدماغية

يوجد ثلاثة أنواع من الجلطة الدماغية وهي:

الجلطة الدماغية الإقفارية 

وهي النوع الأكثر انتشاراً من الجلطة حيث تشكل 78% من مجمل إصابات الجلطة الدماغية، وتحدث بسبب تشكل خثرة دموية تمنع وصول الأوكسجين والدم إلى منطقة محددة من الدماغ.

تسبب الخثرات الدموية الجلطة الدماغية عادةً حيث تتشكل في الأوعية التي تزود الدماغ بالدم أو غيرها من أوعية الجسم ثم يحمل مجرى الدم هذه الخثرات إلى الأوعية الدماغية.

الجلطة الدماغية النزفية

تحدث هذه الجلطة بسبب تمزق إحدى الأوعية الدموية في الدماغ وتكون ناتجة عن وجود كيس دموي يسبب تمدد جدران الوعاء حتى يتمزق.

يمارس الدم النازف من الوعاء ضغطاً على الخلايا الدماغية ويلحق بها الضرر ويمكن أن يتسرب إلى المسافة بين الدماغ والجمجمة مما يجعل الجلطة مهددة للحياة.

إنّ الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو تناول الأدوية المميعة للدم أو الإصابة بمرض أم دم (تمدد الأوعية الدموية) من أهم أسباب تمزق الأوعية الدموية.

الجلطة الدماغية الخفيفة أو العابرة

وهي الجلطة التي تختفي أعراضها عادةً دون الحاجة إلى علاج حيث يكون سببها عدم تدفق الدم بكمية كافية إلى جزء من الدماغ ولفترة مؤقتة، وتسمى عادةً الجلطة الدماغية الخفيفة.

بالمقابل يجب عدم إهمال الجلطة الدماغية العابرة لأنها قد تكون مؤشراً لوجود انسداد أو خثرة ما.

 تشير الإحصائيات إلى أنّ 10-15% من مرضى الجلطة الدماغية الخفيفة يمكن أن يتعرضوا إلى جلطة دماغية إقفارية خلال 3 أشهر من الإصابة.

أسباب الجلطة الدماغية

يمكن أن يكون لكل نوع من الجلطة الدماغية أسباب مختلفة، ولكن يوجد أسباب عامة للجلطة الدماغية نذكر أهمها:

البدانة والوزن الزائد

التقدم بالعمر (55 سنة وما فوق)

وجود تاريخ مرضي سابق أو قصة عائلية للإصابة بالجلطة سابقاً

الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم

مرضى السكري

وجود ارتفاع في كوليسترول الدم

الإصابة بأمراض القلب والأوعية مثل مرض الشريان السباتي وغيره من أمراض الأوعية الدموية

الإدمان على المشروبات الكحولية

التدخين

الخمول والكسل في الحياة بعيداً عن ممارسة المشي والرياضة

الإدمان على المخدرات

قد تصيب الجلطة الدماغية الرجال أكثر من النساء، ولكن أشارت الدراسات أن التقدم بالعمر هو العامل الأهم في زيادة معدل الوفاة بالجلطة بغض النظر عن الجنس.

أعراض الجلطة الدماغية

تظهر عادةً أعراض الجلطة الدماغية الخفيفة أو الإقفارية فجأة دون إنذار أو تحذير مبكر، وتشمل الأعراض الرئيسية ما يلي:

الارتباك والذي يشمل وجود صعوبة في الكلام والتحدث بكلام غير مفهوم

صداع في الرأس والذي قد يترافق مع تغير الوعي أو الإقياء

الشعور بالخدر والتنميل أو عدم القدرة على تحريك أجزاء من الوجه والذراع أو الساق في جانب واحد من الجسم حيث يمكن أن تظهر أعراض الجلطة الدماغية في الجانب الأيسر أو الأيمن من الجسم.

مشاكل في الرؤية في إحدى أو كلا العينين

صعوبة في المشي مترافق مع شعور بالدوخة أو عدم التناسق 

أمّا أعراض الجلطة الدماغية قبل حدوثها تكون ثلاث علامات مميزة تشمل:

ارتخاء الوجه أي إذا حاول الشخص أن يبتسم يرتخي وجهه

ضعف الذراع أي إذا جرب الشخص أن يرفع ذراعيه فإن إحداها تنزل فوراً نحول الأسفل

صعوبة في الكلام أي يكون الشخص غير قادر على إعادة أي جملة بسيطة تخبره بها

يجب مباشرة الاتصال بالإسعاف عند ظهور هذه الأعراض لإنقاذ حياة المريض بأسرع وقت ممكن.

تشخيص الجلطة الدماغية

تبدأ الجلطة الدماغية بسرعة ويجب أن يتلقى المريض العلاج في المشفى خلال 3 ساعات من بدء ظهور الأعراض.

تكون عادة مدة الجلطة الدماغية عدة دقائق ويمكن أن تستمر لعدة ساعات أو حتى أيام حسب شدتها، ولكن يقوم الطبيب في المشفى بإجراء بعض الفحوص التشخيصية لتحديد خطورة الجلطة مثل:

فحص الأعراض والتاريخ المرضي للشخص والتأكد من قوة العضلات والرؤية والتناسق والإدراك وقياس ضغط الدم ونبض الدم في الشريان السباتي في الرقبة وفحص الأوعية الدموية في العينين

إجراء فحص الدم للتأكد من عدم خطورة الخثرات أو النزيف وذلك من خلال تحديد تراكيز العوامل المخثرة للدم

يتم أيضاً إجراء فحوص شعاعية بالأشعة السينية والرنين النووي المغناطيسي للدماغ وفحص الأوعية الدموية الدماغية للاطمئنان على حالة المريض

علاج الجلطة الدماغية

يعد التشخيص السريع العامل الأهم في تقليل حدوث الضرر على الدماغ مما يساعد الطبيب على تقديم العلاج الفوري وإنقاذ حياة المريض.

تختلف طريقة علاج الجلطة حسب نوعها فيما إذا كانت جلطة دماغية إقفارية أو نزفية حيث لكل نوع منها علاج محدد.

علاج الجلطة الدماغية الإقفارية

بما أن هذه الجلطة تحدث بسبب وجود خثرة أو تضيق يسد مجرى الدم في الشرايين الدماغية فإنّ علاج الجلطة الدماغية هنا على إيجاد طريقة لإعادة جريان الدم الكافي إلى الدماغ.

يبدأ العلاج بتناول الأدوية الحالة للخثرة والتي تمنع من تشكل خثرات دموية أخرى أيضاً، ومن أشهر هذه الأدوية المميعة للدم نذكر الأسبرين.

يوجد أيضاً حقنة فعالة حالة للخثرات تسمى حقنة منشطة للبلاسمينوجين والتي يجب أن يأخذها المريض خلال 4 ساعات ونصف من بدء أعراض الجلطة.

يمكن أن يتضمن العلاج كذلك إجراءات جراحية حسب خطورة الجلطة من خلال إجراء قسطرة جراحية أو فتح الشريان السباتي أو ترميم الأوعية من خلال وضع بالون صغير في الشريان الضيق يمنع تضيقه مجدداً.

علاج الجلطة الدماغية النزفية

يعتمد علاج الجلطة الدماغية هنا على إيقاف نزف الدم وتخفيف الضغط على الدماغ وذلك من خلال البدء بتناول الأدوية الخافضة للضغط الدموي.

في حال كان المريض يتناول أدوي مميعة للدم مثل الوارفارين والغلوبيدوغريل يجب أن يتلقى مباشرةً أدوية تعاكس التأثير المميع للدم وتخفف منه.

يمكن أن يكون العلاج جراحي أيضاً في الحالات الخطيرة حيث يستخدم الجراح أسلاك ملفوفة قابلة للفصل في قاعدة الكيس الدموي المسبب للنزف لمنعه من الانفجار وتقليص حجمه. 

إعادة تأهيل مريض الجلطة الدماغية

قد يخطر على بالنا يا ترى هل يشفى مريض جلطة الدماغ بالكامل ويعود إلى حياته بشكل طبيعي رغم ما تتركه الجلطة من تأثيرات جسدية وعاطفية.

يوجد عدة إجراءات دعم وعلاج تساعد مريض الجلطة الدماغية على الشفاء ومنها:

علاج النطق من خلال ممارسة تمارين النطق وتغيير نمط التواصل مع المريض ليصبح أسهل طرق العلاج الفيزيائي لمساعدة المريض على تعلم الحركات والتناسق من جديد، وقد تكون بداية العلاج صعبة ولكن سيتعود المريض وتتحسن حركته مع مرور الوقت

العلاج الوظيفي والذي يساعد في تحسين قدرة المريض على ممارسة وظائفه اليومية كالاستحمام لوحده والطبخ ولبس ثيابه وتناول الطعام والكتابة والقراءة وغيرها.

مجموعات الدعم والتي تساعد مريض الجلطة الدماغية على تخطي حالة الاكتئاب التي قد تصيبه بعد الجلطة وذلك من خلال مشاركة ما يشعر به مع مرضى آخرين تعرضوا أيضاً للجلطة الدماغية.

تلقي الدعم من أفراد العائلة والأصدقاء لمساعدة المريض على الاندماج من جديد

طرق الوقاية من الجلطة الدماغية 

يوجد مجموعة من الإرشادات اليومية البسيطة التي يمكن أن تحمينا من حدوث الجلطة الدماغية وأهمها:

الحرص على تناول غذاء صحي غني بالخضار والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام (30 دقيقة في اليوم على الأقل) للمحافظة على وزن مثالي

الابتعاد عن التدخين والمشروبات الكحولية

الاعتدال في تناول الملح واللحوم الحمراء الغنية بالدهون المشبعة والكوليسترول

إجراء الفحوص الدورية كل ست أشهر للاطمئنان وخاصة قياس سكر الدم ومراقبة ضغط الدم

يمكن تناول الادوية المضادة لتخثر الدم بشكل وقائي مع التقدم بالعمر وذلك بعد استشارة الطبيب

الخلاصة

أخيراً هل السكتة الدماغية تسبب الوفاة ومتى يموت مريض الجلطة الدماغية برأي العلم ؟

يمكن أن يموت مريض الجلطة الدماغية مباشرةً، ولكن كلما كان إسعاف المريض بشكل أبكر كلما زادت فرصة بقائه على قيد الحياة.

يمكن أن تؤدي الجلطة الدماغية حسب شدة خطورتها إلى مشاكل صحية مزمنة مثل التهاب المثانة أو القولون العصبي أو الاكتئاب أو الشلل في أحد نصفي الجسم أو صعوبة في التعبير عن المشاعر

نؤكد أنّ خطوات إعادة تأهيل مريض الجلطة الدماغية هامة جداً في تحسين حالة المريض وجعله يعيش حياة أطول.


Post a Comment

أحدث أقدم