سرطان الثدي وحديث عن الأعراض والأسباب وكيفية العلاج حتى الشفاء نهائياً

 


سرطان الثدي من أنواع الأورام الخبيثة، ولكن أدت التطورات في الكشف عن المرض وعلاجه إلى رفع نسبة الشفاء من سرطان الثدي.

ذكرت الدراسات أن احتمال الموت بسبب سرطان الثدي حاليًا يقدّر بحالة لكل 38 حالة، أي بنسبة 2.8% فقط وهي نسبة منخفضة.

قد يصيب سرطان الثدي الرجال أيضًا في حالات نادرة لكن سنتحدث في هذه المقالة عن سرطان الثدي لدى السيدات فقط من خلال الحديث عن أعراض المرض وأسبابه وطرق الوقاية والعلاج.

أعراض سرطان الثدي

تكون أعراض سرطان الثدي المبكر عادةً وجود منطقة من نسيج ثخين في الثدي أو كتلة في الثدي أو تحت الإبط، وتشمل الأعراض الأخرى:

ألم في الثدي أو تحت الإبط لا يتغير مع الدورة الشهرية

وجود حفر صغيرة تشبه قشر البرتقالة على الثدي، أو تغير في لون الثدي مثل احمرار الجلد

طفح حول الحلمة أو فوقها

خروج مفرزات من الحلمة قد يكون فيها دم أحياناً

حلمة غائرة أو مقلوبة نحو الداخل

تغير في حجم وشكل الثدي.

تقشر جلد الثدي أو الحلمة

إنّ معظم كتل الثدي غير سرطانية، ولكن يجب استشارة الطبيب دومًا عند ملاحظة وجود كتلة في الثدي لأنّها قد تكون أول علامات سرطان الثدي ظهوراً.

ولكن كيف يكون وجع سرطان الثدي وهل هو مؤلم؟

إنّ كتل الثدي غير مؤلمة في معظم الحالات، لكن تشعر بعض السيدات بألم في الحلمات أو منطقة الثدي مرتبط بالدورة الشهرية.

إنّ الألم الناتج عن سرطان الثدي قد يزداد تدريجيًا، ولكن عند وجود ألم شديد أو مستمر في الثدي يتطلب ذلك استشارة الطبيب.

أنواع سرطان الثدي

نوضح بدايةً أنّ الثدي عند النساء بعد سن البلوغ يتكون من الدهون والانسجة الضامة وآلاف من الفصوص الصغيرة.

تعد هذه الفصوص غدد صغيرة منتجة للحليب ترتبط بها أنابيب أو قنوات صغيرة تحمل الحليب باتجاه حلمة الثدي.

إنّ أنواع سرطان الثدي عديدة ولكن أهمها السرطانة القنوية التي تبدأ في القنوات اللبنية الحاملة للحليب ضمن الثدي.

يوجد أيضًا السرطانة الفصية التي تبدأ في إحدى الفصوص أو الغدد الصغيرة التي تنتج الحليب كما ذكرنا.

عند حدوث سرطان الثدي الغازي تنتشر الخلايا السرطانية إلى النسج المجاورة مما يزيد احتمال انتشار هذا النوع إلى أعضاء أخرى في الجسم أيضًا.

من جهة أخرى، يبقى سرطان الثدي غير الغازي في مكان نشوئه الأصلي، وقد تتحول الخلايا وتصبح غازية في هذا النوع.

مراحل سرطان الثدي أو كيف تكون بداية سرطان الثدي؟

يحدد الطبيب مرحلة الورم بحسب حجم الكتلة، وانتشارها إلى العقد اللمفية أو أجزاء أخرى من الجسم، وتكون المراحل كما يلي:

المرحلة 0:

تدعى هذه المرحلة باسم السرطانة القنوية المتوضعة في مكانها، وتكون الخلايا السرطانية موجودة فقط ضمن القنوات اللبنية دون انتشار إلى النسج المحيطة.

المرحلة 1:

يصل فيها قطر الورم حتى 2 سم، وتكون العقد اللمفية غير متأثرة أو يمكن وجود مجموعات صغيرة من الخلايا السرطانية في العقد اللمفية.

المرحلة 2: 

يبلغ قطر الورم فيها 2 سم ويبدأ بالانتشار إلى العقد اللمفية القريبة، أو أن قطره بين 2 إلى 5 سم دون انتشار.

المرحلة 3:

يصل قطر الورم إلى 5 سم مع انتشاره إلى عقد لمفية عديدة، أو أنه أكبر من 5 سم مع انتشاره إلى بعض العقد فقط.

المرحلة 4:

انتشار الورم إلى أعضاء بعيدة، وغالبًا ما تصاب العظام والكبد والدماغ والرئتان.

أسباب سرطان الثدي

يتطور سرطان الثدي نتيجةً للطفرات الوراثية أو التخرب في الحمض النووي (الدنا أو DNA).

 قد يترافق ذلك مع التعرض للإستروجين أو العيوب الوراثية الموروثة أو وراثة بعض الجينات التي تستطيع أن تتسبب بحدوث السرطان.

يهاجم جهاز المناعة لدى الأصحاء أي حمض نووي أو نمو لنسيج غير طبيعي في الجسم، ولكن لا يحدث ذلك عند الإصابة بالسرطان.

 بسبب عجز جهاز المناعة تبدأ الخلايا ضمن نسيج الثدي بالتضاعف بشكل خارج عن السيطرة، ويشكل هذا النمو الزائد من الخلايا ورمًا يحرم الخلايا المحيطة به من المغذيات والطاقة.

عادةً ما يبدأ سرطان الثدي في البطانة الداخلية للقنوات اللبنية أو الفصوص التي تزودها بالحليب، ومن هناك يستطيع الانتشار إلى أعضاء أخرى في الجسم.

عوامل خطر سرطان الثدي

هناك بعض العوامل التي تزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي ومنها:

العمر: تزداد خطورة الإصابة بسرطان الثدي مع التقدم بالعمر.

الوراثة: الأشخاص الذي يحملون طفرات في مورثات BRCA1 وBRCA2 أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي أو المبيض أو كليهما، وهذه الجينات موروثة.

التاريخ المرضي: يزداد احتمال الإصابة بسرطان الثدي عند وجود إصابة لأحد الأقرباء المقربين أو عند وجود إصابة سابقة بسرطان الثدي أو كتلة في الثدي تحفز الإصابة مجدداً.

زيادة كثافة نسيج الثدي.

الإرضاع والتعرض للإستروجين: يزيد تعرض خلايا الجسم للإستروجين بشكل مديد من خطورة الإصابة بسرطان الثدي، وهذا يحدث عند بدء الدورة بعمر باكر أو تأخر سن اليأس.

وزن الجسم: قد تزيد الإصابة بالبدانة بعد سن اليأس من احتمالية تطور سرطان الثدي.

استهلاك الكحول: يسهم شرب كميات كبيرة من المشروبات الكحولية بشكل منتظم في تطور سرطان الثدي

التعرض للأشعة: إنّ إجراء العلاج الشعاعي لنوع آخر من السرطان قد يزيد من خطورة تطور سرطان الثدي لاحقًا.

العلاجات الهرمونية: أظهرت الدراسات أن حبوب منع الحمل الفموية قد تزيد خطورة الإصابة بسرطان الثدي بشكل طفيف.

العِرق: يزداد معدل الوفيات بسبب سرطان الثدي بنسبة 40% لدى السيدات ذوات البشرة السمراء مقارنةً مع السيدات ذوات البشرة البيضاء وفق دراسات علمية عديدة

من جهة أخرى يقلل الإرضاع الطبيعي لمدة عام من خطورة الإصابة بسرطان الثدي وذلك بسبب انخفاض تعرض الجسم للأستروجين بعد الحمل والإرضاع.

كما وجدت بعض الدراسات العلمية أنّ الزرعات التجميلية مثل زرعات السيليكون في الثدي لا تزيد من خطورة الإصابة بسرطان الثدي.

تشخيص سرطان الثدي

غالبًا ما يشخص الطبيب سرطان الثدي بنتيجة اختبارات المسح الروتينية أو عندما تشكي السيدة من الأعراض، ومن أهم الاختبارات والإجراءات التي تساعد الطبيب في وضع وتأكيد التشخيص نذكر:

فحص الثدي: يشمل فحص الثدي والبحث عن الكتل أو غيرها من علامات السرطان

الاختبارات الشعاعية التي تساعد في كشف سرطان الثدي ومن أهمها:

الماموغرام: هو أحد أنواع اختبارات الأشعة السينية التي يستخدمها الأطباء في اختبارات المسح الأولية لسرطان الثدي حيث تستطيع صور الماموغرام إظهار الكتل أو الشذوذات في الثدي، وفي حال وجود علامة لمشكلة محتملة فقد يطلب الطبيب اختبارات أخرى.

الإيكو: يساعد الطبيب في التمييز بين الكتل الصلبة والكيسات المملوءة بسائل.

الرنين المغناطيسي: تجمع هذه التقنية عدة صور للثدي لتساعد الأطباء في كشف السرطان أو غيره من الشذوذات. قد يطلب الأطباء هذه الصورة بعد الماموغرام أو الإيكو، أو لفحص السيدات مع خطورة أعلى للإصابة بالسرطان.

الخزعة: تشمل استئصال عينة نسيجية من الثدي وإرسالها إلى المخبر للتحليل حيث تظهر النتائج فيما إذا كانت الخلايا سرطانية.

بعد ذلك يقوم الطبيب بتحديد مرحلة الورم لتعيين:

حجم الورم.

مدى انتشاره.

كونه غازيًا أم لا.

وهذا يمنح المعلومات الكافية لتوقع حالة المريضة واختيار العلاج الأفضل.

علاج سرطان الثدي

يعتمد اختيار الطريقة الأنسب في العلاج على عدة عوامل تشمل:

نوع السرطان ومرحلته.

حساسيته للهرمونات.

عمر المريضة وحالتها العامة وتفضيلاتها.

تشمل خيارات علاج سرطان الثدي الأساسية ما يلي:

الجراحة: يعتمد نوع الجراحة في حال كانت ضرورية على نتيجة التشخيص وتفضيلات المريضة، وقد تشمل الجراحة استئصال الكتلة أو استئصال الثدي بكامله حيث يستطيع الجراح إعادة ترميم الثدي أثناء الجراحة أو في وقت لاحق.

العلاج الشعاعي: يمكن إجراؤه بعد شهر من الجراحة، ويشمل استهداف الورم بجرعات محددة من الأشعة لقتل أي خلايا سرطانية متبقية.

العلاج الحيوي أو العلاج الدوائي الموجه: وهي أدوية موجهة تستطيع القضاء على أنواع محددة من سرطان الثدي.

العلاج الهرموني: يمكن وصف العلاج الهرموني لمنع سرطان الثدي الحساس للهرمونات من النكس بعد العلاج ومن أهم أنواعه دواء تاموكسيفين الهرموني.

العلاج الكيميائي: قد يصف الطبيب الأدوية الكيميائية القاتلة للخلايا لقتل الخلايا السرطانية عند وجود خطورة عالية لعودة السرطان بعد العلاج أو عند الانتشار، كما يمكن وصفها قبل الجراحة لتصغير حجم الورم.

نذكر أخيراً أنّ العلاج الهرموني يعتبر الخيار الوحيد للعلاج عند المريضات اللواتي لا يمكنهن تحمل إجراء الجراحة أو الخضوع إلى العلاج الشعاعي أو الكيميائي.

الوقاية من سرطان الثدي

لا يوجد طريقة واضحة للوقاية من الإصابة بسرطان الثدي لكن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها للتقليل من خطر الإصابة، ومنها:

الابتعاد عن تناول المشروبات الكحولية

اتباع نظام غذائي صحي مع الكثير من الخضار والفواكه الطازجة

ممارسة التمارين الرياضية بصورة كافية (30 دقيقة يومياً على الأقل).

الحرص على الحفاظ على وزن. مثالي لتجنب حدوث البدانة

إجراء فحص دوري سنوي للثدي بانتظام عند السيدات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40-49 سنة

الخلاصة

لا يزال سرطان الثدي من الأسباب الرئيسية للوفيات عند السيدات، ويمكن أن تعيش السيدة بعد الإصابة بالمرض لمدة خمس سنوات كحد أقصى.

 من جهة أخرى نؤكد أنّه مع متابعة العلاج ترتفع نسبة الشفاء من سرطان الثدي هذه الأيام، وكلما كان تشخيص المرض مبكر كان العلاج أسرع ونسبة الشفاء والعيش لفترة طويلة أعلى.

يمكن اتخاذ تدابير وقائية للتقليل من خطر الإصابة بالمرض مثل الحفاظ على نمط حياة صحي، واستشارة الطبيب بشأن إجراء فحوص الثدي بدءًا من عمر الأربعين.


Post a Comment

أحدث أقدم