الربو عند الأطفال والبالغين بين الأسباب والأنواع وطرق العلاج والوقاية

 


الربو مرض تنفسي يحدث بسبب وجود الالتهاب وتراكم المخاط في بطانة الطرق التنفسية الهوائية مما يسبب إصدار صوت الصفير عند التنفس خلال نوبة الربو بالإضافة لأعراض أخرى.

ينتشر الربو بشكل كبير حول العالم وخاصة بين الأطفال حيث سجلت إحصائيات منظمة الصحة العالمية أكثر من 262 مليون إصابة حتى اليوم.

ما هو الربو؟ وهل مرض الربو معدي في رأي العلم؟

الربو هو مرض التهابي في مجرى الطرق التنفسية الهوائية الواصلة إلى الرئتين يؤدي إلى صعوبة في التنفس بالإضافة إلى صعوبة إنجاز بعض النشاطات الجسدية اليومية.

حتى نفهم مرض الربو أكثر يجب أن نعلم طريق تنفس الهواء لدينا حيث يدخل بدايةً عبر الأنف أو الفم ثم يتابع مروره في الحنجرة ثم يدخل مجرى الطرق الهوائية حتى يصل أخيراً إلى الرئتين.

يوجد العديد من ممرات الهواء الصغيرة داخل الرئتين تساعد على نقل الأوكسجين من الهواء الذي يتم تنفسه إلى مجرى الدم.

يحدث الربو بالضبط عند وجود تورم في بطانة الطرق التنفسية الهوائية يؤدي إلى تضيق العضلات المحيطة بها ثم تمتلئ هذه الطرق بالمخاط مما يقلل من كمية الهواء المارة عبرها.

يؤدي ما سبق لحدوث نوبة الربو بعدها والتي تتميز بشكل أساسي بحدوث السعال مع إحساس الضيق في الصدر.

لا يعتبر مرض الربو معدي أي لا ينتقل من شخص لآخر، ولكن يؤدي احتكاك مريض الربو مع مرضى مصابين بالرشح أو الإنفلونزا لالتقاط العدوى وحدوث مضاعفات لمريض الربو نفسه.

أعراض الربو

إنّ العرض الأكثر شيوعاً لمرض الربو هو إصدار صوت الصفير عندما يتنفس المريض، بالإضافة إلى أعراض الربو الأخرى مثل:

السعال وخاصة في الليل أو عند ممارسة الرياضة

قصر التنفس أي تصبح مدة النفس أقصر مما يجعل عملية التنفس أسرع

إحساس بوجود ضيق في الصدر

صعوبة في التحدث

إحساس بالتعب

الشعور بالقلق والخوف

ألم في الصدر

الإصابة بالإنتانات التنفسية بشكل متكرر

صعوبة في النوم

يعاني بعض المرضى بشكل ثابت من هذه الأعراض خلال اليوم بينما يجد مرضى آخرون أنّ هذه الأعراض تسوء عند ممارسة نشاطات يومية محددة.

ليس من الضروري أن يعاني مريض الربو من جميع هذه الأعراض تحديداً، ولكن عندما تشعر بوجود مثل هذه الأعراض يفضل أن تراجع الطبيب للاطمئنان.

ما هي نوبة الربو ؟

نوبة الربو أو هجمة الربو هي حالة تفاقم مرض الربو حيث تسوء خلالها الأعراض بشكل متزايد وتصعب عملية التنفس بسبب تضيق الشعب الهوائية وتورم المجاري التنفسية.

تكون أعراض نوبة الربو شديدة وتتميز بحدوث التهوية المفرطة مع السعال وإصدار صوت الصفير وقصر التنفس وارتفاع معدل ضربات القلب بالإضافة إلى ازرقاق الشفاه والشعور بالتهيج والارتباك

قد تنتهي نوبة الربو بدون دواء، ولكن من الضروري الاتصال بالطبيب لأنّها قد تكون مهددة للحياة، وإذا طالت مدة النوبة فإنّها يمكن أن تؤثر على عملية التنفس.

أسباب الربو

بالرغم من أنّ الربو شائع عند الأطفال، ولكن قد لا يصاب الكثير من الناس بالربو إلّا بعد وصولهم إلى سن البلوغ.

لا يوجد عامل واحد مسبب للربو، وإنّما يعتقد الأطباء الباحثين أنّ الربو يحدث نتيجة عدة أسباب، وتتضمن أسباب مرض الربو ما يلي:

العوامل الوراثية أي عند إصابة أحد أفراد العائلة بالربو سواء الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت

وجود تاريخ مرضي يشير إلى الإصابة ببعض الإنتانات الفيروسية الحادة في مرحلة الطفولة مثل الفيروس المخلوي التنفسي

الفرضية الصحية والتي تعتقد أنّ الأطفال الذين لا يتعرضون للبكتريا بشكل كافي في الأشهر والسنوات الأولى من عمرهم، فإنّ جهازهم المناعي لا يكون قوياً بشكل كافي لمواجهة الربو وغيره من العوامل المسببة للتحسس 

يوجد عوامل عديدة يمكن أن تحرض نوبة الربو وتجعل الأعراض أكثر سوءاً، ومن أهم العوامل المحفزة للربو والتي يمكن أن يتحسس عليها بعض الناس أكثر من غيرهم نذكر:

الإصابة بإنتان تنفسي

ممارسة التمارين الرياضية

بعض العوامل البيئية المهيجة مثل غبار الطلع

بعض العوامل المسببة للتحسس مثل روائح المنظفات وغيرها

المشاعر العاطفية الشديدة

بعض ظروف الطقس القاسية سواء في الصيف أو الشتاء

التعرض لبعض الحشرات والحيوانات

تناول بعض الأدوية مثل الأسبرين أو غيره من مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية مثل الديكلوفيناك والإيبوبروفين

تشخيص الربو

لا يوجد اختبار أو فحص واحد فقط يشخص مرض الربو سواء للبالغ أو الطفل، وبدلاً من ذلك يستخدم الطبيب مجموعة من المعايير المتنوعة ليحدد فيما إذا كانت الأعراض الموجودة ناتجة عن حالة ربو.

تساعد الاختبارات التالية في تشخيص الربو وتشمل:

التاريخ الصحي للمريض أي في حال كان أحد أفراد عائلته يعاني من مشاكل تنفسية فإنّ خطر الإصابة يكون أعلى وذلك بناءً على السبب الوراثي.

بعض الفحوص الجسدية مثل فحص التنفس بواسطة السماعة الطبية، وكذلك فحص جلدي للتأكد من وجود أعراض تحسسية مثل الطفح الجلدي أو الأكزيما والتي تظهر كرد فعل على بعض العوامل التحسسية التي تزيد خطورة الإصابة بالربو

اختبارات التنفس من خلال قياس معدل تدفق الهواء الداخل إلى الرئتين من خلال أجهزة خاصة.

لا يجري الأطباء اختبارات التنفس عند الأطفال تحت عمر 5 سنوات بسبب صعوبة الحصول على قراءة دقيقة، وبدلاً من ذلك يقومون بوصف أدوية علاج الربو والانتظار فيما إذا كانت الأعراض الموجودة ستتحسن فهذا يعني أن الطفل مصاب بالربو.

أمّا بالنسبة للبالغين يوصف الأطباء الموسعات القصبية أو غيرها من أدوية الربو في حال كانت نتائج التشخيص تشير للإصابة بالربو، وفي حال تحسن الأعراض يتابع الطبيب وصف الأدوية حتى تتحسن حالة المريض.

أنواع الربو

يوجد أنواع عديدة من الربو يمكن أن يحددها الطبيب عند فحص المريض، ونذكر من أهمها:

الربو التحسسي

وهو أكثر أنواع الربو انتشاراً عند 60% من المرضى، ويوجد عدة عوامل محفزة لظهور الربو التحسسي مثل:

غبار الطلع

بعض أنواع الأطعمة التي يتحسس عليها الإنسان وتختلف من شخص لآخر

الغبار المنتشر في الهواء

الفطور العفنية

وبر الحيوانات الأليف مثل القطط والكلاب

يعتبر الربو التحسسي من الأمراض الموسمية حيث يظهر خلال الفصل المرتبط بظهور العوامل المسببة للتحسس سواء في كل ربيع أو شتاء مثلاً.

الربو غير التحسسي

يحدث بسبب وجود عوامل مهيجة في الهواء بعيداً عن العوامل المسببة للتحسس مثل:

دخان حرائق الغابات

الهواء البارد

دخان السجائر

الامراض الفيروسية التي تنتقل عبر الهواء

الهواء الملوث

روائح العطور وملطف الجو ومنتجات تنظيف المنازل


الربو المهني 

والذي يحدث بسبب التعرض لمحفزات الربو في مكان العمل مثل الغبار والأصبغة والغازات والدخان والمطاط وغيرها والتي تنتشر في المزارع والمصانع ومحلات النجارة وغيرها من أماكن العمل.

الربو الليلي

وهو الربو الذي تسوء فيه الأعراض ليلاً ومن أهم محفزاته وبر أو فرو الحيوانات والفطور العفنية بالإضافة إلى إحساس قرحة المعدة.

يوجد أنواع أخرى من الربو مثل الربو المحفز بالأسبرين والذي يحدث عند تناول الأسبرين وغيره من مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية مثل الإيبوبروفين.

علاج الربو

يعتمد علاج الربو على شدة المرض، والذي قد يكون من نوع الربو المتقطع أو الربو الدائم الذي قد يظهر بأعراض خفيفة او متوسطة أو شديدة تؤدي حينها لعرقلة ممارسة الحياة بشكل طبيعي.

يعاني معظم مرضى الربو من النوع المتقطع أي الذي لا يمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية، وذلك لأنّ الأعراض تظهر عليهم أقل من يومين في الأسبوع أو خلال ليلتين في الشهر فقط وغالباً ما تكون خفيفة.

يوجد ثلاثة أصناف من الأدوية المستخدمة في علاج الربو وهي:

العلاجات السريعة للربو

وهي الأدوية التي يتم استخدامها عند ظهور أعراض النوبة أو نوبة الربو فجأة حيث تساعد في عودة التنفس من جديد مثل الموسعات القصبية التي تؤخذ بشكل حقن أو بخاخ وتسمى بخاخات الربو.

أدوية الربو المزمن

وهي الأدوية التي تقلل من شدة الربو وأعراضه مثل أدوية الكورتيزون المضادة للالتهاب والتي تقلل التورم وتجمع المخاط في المجاري التنفسية مما يجعل التنفس أسهل

يمكن أن تترافق مضادات الالتهاب مع أدوية مضادة للكولين والتي تساعد في إيقاف تقلص العضلات المحيطة بالمجاري التنفسية مما يسهل التنفس أيضاً.

الأدوية الحيوية (الأدوية البيولوجية)

وهي الأدوية التي توصف في حالات الربو الشديد وهو أخطر أنواع الربو حيث لا يستجيب المريض لأدوية الربو المعتادة.

تحتوي هذه الأدوية الحيوية على أجسام مضادة تخفف الأعراض وتكون بشكل حقن أو تسريب وريدي.

نشير إلى أنّ الطبيب قد يوصف إحدى هذه العلاجات أو مزيج بينها وذلك حسب نوع الربو وعمر المريض والعوامل المحفزة لحدوث الربو. 

الوقاية من الربو

يوجد عدة تعليمات تساعد مريض الربو على تخفيف خطر حدوث نوبة الربو كما تساعد أي شخص ليعيش حياة صحية بعيداً عن الأمراض ونذكر من أهمها:

تناول وجبات غذائية صحية متوازنة مع الابتعاد عن الأغذية التي قد تسبب التحسس لجسمك.

الحفاظ على وزن معتدل لأنّ البدانة تجعل أعراض الربو أكثر سوءاً، وبشكل عام فإنّ خسارة الوزن مفيدة لصحة القلب والمفاصل والرئتين.

التوقف عن التدخين خاصة أنّ دخان السجائر من أكثر العوامل المحفزة للربو ولأمراض تنفسية أخرى مثل الانسداد الرئوي المزمن COPD.

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام رغم أنّ بعض التمارين تحفز نوبة الربو عند المرضى ولكن تقلل من خطر حدوث مشاكل تنفسية أخرى

الابتعاد عن مصادر القلق والتوتر خاصة أنّ الضغط والتوتر يحفز نوبة الربو ويجعل إيقافها أكثر صعوبة

نشير أيضاً إلى كيفية إرشاد مريض الربو بهدف منع حدوث النوبة وذلك من خلال اتباع ما يلي:

تجنب العوامل المحفزة أي إبعاد المواد الكيميائية أو الروائح أو المنتجات التي سببت لك مشاكل تنفسية سابقاً.

تخفيف التعرض للعوامل المسببة للتحسس مثل الغبار والعفن التي تحرض نوبة الربو

استعمال حقن التحسس وهي علاج مناعي سيجعل جسمك أقل حساسية للعوامل المحفزة التي قد تصادفك في حياتك

تناول أدوية الربو الوقائية التي يصفها لك الطبيب بشكل يومي لتبقى بصحة جيدة

الخلاصة

كم يعيش مريض الربو وهل مرض الربو خطير يا ترى؟

يمكن أن يعيش مريض الربو كأي شخص طبيعي عند الالتزام بإرشادات العلاج ونمط الحياة الصحية ليكون متوسط عمر مرضى الربو حوالي 80 عام وحينها لا يعد مرضاً خطيراً.

عند حدوث نوبة الربو لأي شخص أمامك اطلب منه أن يجلس بشكل مستقيم والرأس للأعلى ثم ساعده في استخدام بخاخة الربو الخاصة به.

إذا لم تتوقف النوبة بعد مرور 20 دقيقة ساعد بطلب الإسعاف لنقل المريض إلى المستشفى.


Post a Comment

أحدث أقدم